إنترنت المستقبل - سريعة وذكية ولاسلكية ومتصلة دائما
إنترنت المستقبل - سريعة وذكية ولاسلكية ومتصلة دائما
رغم ما توصلت إليه الإنترنت منذ انطلاقتها للاستخدامات الشخصية وفي قطاع الأعمال، إلا أن أياً مَن تسأل من الخبراء عن مستقبل الإنترنت سيخبرك أنها ما زالت في مهدها، وأن التقنيات والاستخدامات القادمة سوف تدفع إلى حدود أبعد في سرعة الإنترنت وسهولة استخدامها وتكاملها مع نواحي الحياة المختلفة، وفي اعتمادنا عليها في العمل والترفيه والتعليم والاتصال وكمصدر للمعلومات.
ولا يحتاج التنبؤ بمستقبل الإنترنت إلى شطحات الخيال الجامح، إذ إن تقنيات الإنترنت وتطبيقاتها واتجاهاتها المستقبلية قد تم تطوير الكثير منها بالفعل الآن وإن كان على نطاق محدود، وهي آخذة بالتوسّع والانتشار. كما أن طبيعة الإنترنت المرنة تتيح بيئة واسعة للإبداع التراكمي الذي يثري الحياة في شتى مجالاتها.
يقول ستيفن تيتش، وهو كبير الزملاء في قسم تقنية المعلومات وسياسة الاتصالات في معهد هارتلاند، وهو مؤسسة أبحاث تهتم بتشجيع سياسات الأسواق المفتوحة في مجال الاتصالات: "تستطيع أن تضيف إلى الإنترنت عددا لا نهائيا من التطبيقات بعضها فوق بعض، لأن الإنترنت تستطيع أن تتصل بأي شيء يمكن أن تضع فيه شريحة إلكترونية".
ويضيف تيتش: "إمكانيات الإنترنت تعتمد على الطريقة التي نُشبك بها الأجهزة المختلفة بحيث تستطيع التخاطب والتفاعل، وتعتمد أيضا على تفعيل الصوت والصورة والذكاء الاصطناعي وقابلية النقل والتجوال". هذه الخاصية هي التي ستتيح التكامل بين الإنترنت والتلفزيون والستيريو والسيارة والأدوات المنزلية والهاتف المحمول، الذي نرى بوادره اليوم.
زيديني سرعة
مهما تحسّنتْ سرعة الإنترنت وتحسّنت طرق الاتصال بها، فإن الناس سيبقون متعطّشين إلى المزيد من السرعة، حتى غدا المثل الأميركي يقول: "لا يمكن للمرء أن يكون نحيلا أكثر مما يلزم، أو أن يكون غنياً أكثر مما يلزم، أو أن تكون الإنترنت لديه أسرع مما يلزم". ذلك أن التطبيقات الجديدة والواعدة، مثل الهاتف الإنترنتي والهاتف الفيديوي الإنترنتي والأفلام عالية الجودة والألعاب الآنية بين لاعبين عبر الإنترنت، تتطلب كلها مزيدا مما يسمى بسعة النطاق bandwidth أو سرعة نقل البيانات عبر الشبكات، لتعمل بأداء عالٍ دون تأخّر أو تقطّع. فهل سيأتي ذلك اليوم الذي تصبح فيه الإنترنت سريعة بدرجة تسمح للمرء أن يشاهد فيلماً من بيته بصور عالية الجودة عبر الإنترنت؟ الجواب: إن ذلك في زمن ليس ببعيد.
يقول جوزيف تاتش، مدير مركز بوستيل في جامعة جنوب كاليفورنيا، وهو مركز يختص بدراسة ماضي الإنترنت وحاضرها ومستقبلها: "تعتمد سرعة الإنترنت على عاملين أساسيين، أولاً: سرعة العمود الفقري للإنترنت، وهو الهيكل الرئيسي للإنترنت الذي يربط بين الشبكات المختلفة عالمياً، وثانيا: السرعات التي يتّصل بها معظم الناس بالإنترنت من بيوتهم أو أعمالهم، وتتحسّن هذه السرعات بمقدار 50% كل سنة، وأحياناً تكون هناك فترات لا تنمو فيها، ثم تحدث طفرات كبرى في السرعة".
ويضيف تاتش: "يعدّ إيصال الإنترنت إلى البيوت العقبة الرئيسية وأكثر المراحل كلفة في البنية التحتية للاتصالات، لأنه يتطلب تمديدات لكل بيت بأسلاك الهاتف أو الكيبل أو الألياف الضوئية. غير أن شبكات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي)، تمثّل قفزة نوعية تتجاوز هذه العقبة لتكون الكلفة الإضافية قريبة من الصفر، وهناك عدد من المدن الأميركية التي تقوم بإعداد شبكات لاسلكية على مستوى المدينة بأكملها، بما فيها مدينة هيرموسا بيتش في كاليفورنيا ومدينة فيلادلفيا في بنسلفانيا".
جدير بالذكر أن أحدث المعايير للشبكات اللاسلكية (واي ماكس WiMax) الذي سينطلق هذا العام ستصل سرعته إلى 200 ميغابت في الثانية وفقا لتاتش.
إنترنت فائقة
هل سيأتي ذلك اليوم الذي يستطيع فيه طالب يدرس عبر الإنترنت أن يشاهد محاضرة حية عبر الإنترنت لأستاذه الذي يشرح مادة عن التمثيل المسرحي أو الموسيقى؟ الجواب هو أننا نعيش حالياً هذا اليوم بالفعل بفضل شبكة "إنترنت2"، التي هي ائتلاف بين 207 جامعة تعمل بالتعاون مع شركات الأعمال الخاصة ومع الحكومة الأميركية من أجل تطوير وتفعيل تطبيقات عالية المستوى في مجال التعليم والأبحاث والعلوم والطب، ممهّدة الطريق لإنترنت الغد للجميع.
تقول لورين كالينز مديرة علاقات الإعلام في إنترنت2: "هناك الآن ما يقارب 4 ملايين شخص يستخدمون إنترنت2 من خلال المؤسسات الأعضاء المتصلين بالعمود الفقري العالي الأداء المعروف بـأبيلين Abilene الذي تستخدمه إنترنت2، والذي يوفر قدرات لا توفرها الإنترنت العادية اليوم"، وباستخدامها يقوم بعض الموسيقيين المعروفين عالميا بتقديم دروس حية لطلابهم على بعد مسافات طويلة باستخدام اتصال فيديوي بشاشات كبيرة لا تعاني من مشكلات في الجودة أو في تزامن الصوت والصورة. كما يقوم طلاب الطب بالتدريب على إجراء عمليات جراحية على نماذج تشريحية افتراضية بينما يشرف عليهم أخصائيون على بعد مئات الأميال. وعبرها يستطيع علماء الفلك أن يستخدموا التلسكوبات الضخمة البعيدة المنال بالنسبة لهم وبعض تلك الموجودة في القارات الأخرى. ويستطيع علماء الأرصاد الجوية الحصول على بيانات وصور آنية من نقاط مختلفة من العالم. ويستطيع المستخدمون الوصول إلى مكتبات رقمية تشتمل على كم هائل من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. ويستطيع العلماء والطلاب العمل في مختبرات افتراضية ذات بيئات موزعة متجانسة لحل المشكلات. ويستطيع الطلاب المشاركة في استكشافات آنية تحت مياه المحيطات باستخدام اتصال فيديوي يشابه في جودته جودة أفلام "الدي في دي".
ولعل من أكثر التطبيقات طموحاً والتي ما زالت قيد التطوير هي تقنية "الانغماس عن بعد" tele-immersion، التي تسمح للأشخاص أن يلتقوا عبر المسافات فيتهيأ لهم أنهم معا في نفس الغرفة، وذلك بوجودهم في البيئات ثلاثية الأبعاد تحتوي على عدد كبير من كاميرات الفيديو الرقمية. ولهذه التقنية تطبيقات مذهلة في التعليم والثقافة والفنون والتصنيع والألعاب.
لكن كل ذلك مقتصر حالياً على الطلاب والعلماء والباحثين في الجامعات الـ207 الأعضاء، فمتى ستصل هذه السرعات الهائلة والقدرات المتميزة إلى البيوت والأعمال؟ تجيب كالينز قائلة: "يقدر لها أن تنطلق خلال الـ5 إلى 10 سنوات قادمة، لكن كما هو الحال في معظم الأوساط التجارية فإن الأمر منقاد بفعل الطلب
ولا يحتاج التنبؤ بمستقبل الإنترنت إلى شطحات الخيال الجامح، إذ إن تقنيات الإنترنت وتطبيقاتها واتجاهاتها المستقبلية قد تم تطوير الكثير منها بالفعل الآن وإن كان على نطاق محدود، وهي آخذة بالتوسّع والانتشار. كما أن طبيعة الإنترنت المرنة تتيح بيئة واسعة للإبداع التراكمي الذي يثري الحياة في شتى مجالاتها.
يقول ستيفن تيتش، وهو كبير الزملاء في قسم تقنية المعلومات وسياسة الاتصالات في معهد هارتلاند، وهو مؤسسة أبحاث تهتم بتشجيع سياسات الأسواق المفتوحة في مجال الاتصالات: "تستطيع أن تضيف إلى الإنترنت عددا لا نهائيا من التطبيقات بعضها فوق بعض، لأن الإنترنت تستطيع أن تتصل بأي شيء يمكن أن تضع فيه شريحة إلكترونية".
ويضيف تيتش: "إمكانيات الإنترنت تعتمد على الطريقة التي نُشبك بها الأجهزة المختلفة بحيث تستطيع التخاطب والتفاعل، وتعتمد أيضا على تفعيل الصوت والصورة والذكاء الاصطناعي وقابلية النقل والتجوال". هذه الخاصية هي التي ستتيح التكامل بين الإنترنت والتلفزيون والستيريو والسيارة والأدوات المنزلية والهاتف المحمول، الذي نرى بوادره اليوم.
زيديني سرعة
مهما تحسّنتْ سرعة الإنترنت وتحسّنت طرق الاتصال بها، فإن الناس سيبقون متعطّشين إلى المزيد من السرعة، حتى غدا المثل الأميركي يقول: "لا يمكن للمرء أن يكون نحيلا أكثر مما يلزم، أو أن يكون غنياً أكثر مما يلزم، أو أن تكون الإنترنت لديه أسرع مما يلزم". ذلك أن التطبيقات الجديدة والواعدة، مثل الهاتف الإنترنتي والهاتف الفيديوي الإنترنتي والأفلام عالية الجودة والألعاب الآنية بين لاعبين عبر الإنترنت، تتطلب كلها مزيدا مما يسمى بسعة النطاق bandwidth أو سرعة نقل البيانات عبر الشبكات، لتعمل بأداء عالٍ دون تأخّر أو تقطّع. فهل سيأتي ذلك اليوم الذي تصبح فيه الإنترنت سريعة بدرجة تسمح للمرء أن يشاهد فيلماً من بيته بصور عالية الجودة عبر الإنترنت؟ الجواب: إن ذلك في زمن ليس ببعيد.
يقول جوزيف تاتش، مدير مركز بوستيل في جامعة جنوب كاليفورنيا، وهو مركز يختص بدراسة ماضي الإنترنت وحاضرها ومستقبلها: "تعتمد سرعة الإنترنت على عاملين أساسيين، أولاً: سرعة العمود الفقري للإنترنت، وهو الهيكل الرئيسي للإنترنت الذي يربط بين الشبكات المختلفة عالمياً، وثانيا: السرعات التي يتّصل بها معظم الناس بالإنترنت من بيوتهم أو أعمالهم، وتتحسّن هذه السرعات بمقدار 50% كل سنة، وأحياناً تكون هناك فترات لا تنمو فيها، ثم تحدث طفرات كبرى في السرعة".
ويضيف تاتش: "يعدّ إيصال الإنترنت إلى البيوت العقبة الرئيسية وأكثر المراحل كلفة في البنية التحتية للاتصالات، لأنه يتطلب تمديدات لكل بيت بأسلاك الهاتف أو الكيبل أو الألياف الضوئية. غير أن شبكات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي)، تمثّل قفزة نوعية تتجاوز هذه العقبة لتكون الكلفة الإضافية قريبة من الصفر، وهناك عدد من المدن الأميركية التي تقوم بإعداد شبكات لاسلكية على مستوى المدينة بأكملها، بما فيها مدينة هيرموسا بيتش في كاليفورنيا ومدينة فيلادلفيا في بنسلفانيا".
جدير بالذكر أن أحدث المعايير للشبكات اللاسلكية (واي ماكس WiMax) الذي سينطلق هذا العام ستصل سرعته إلى 200 ميغابت في الثانية وفقا لتاتش.
إنترنت فائقة
هل سيأتي ذلك اليوم الذي يستطيع فيه طالب يدرس عبر الإنترنت أن يشاهد محاضرة حية عبر الإنترنت لأستاذه الذي يشرح مادة عن التمثيل المسرحي أو الموسيقى؟ الجواب هو أننا نعيش حالياً هذا اليوم بالفعل بفضل شبكة "إنترنت2"، التي هي ائتلاف بين 207 جامعة تعمل بالتعاون مع شركات الأعمال الخاصة ومع الحكومة الأميركية من أجل تطوير وتفعيل تطبيقات عالية المستوى في مجال التعليم والأبحاث والعلوم والطب، ممهّدة الطريق لإنترنت الغد للجميع.
تقول لورين كالينز مديرة علاقات الإعلام في إنترنت2: "هناك الآن ما يقارب 4 ملايين شخص يستخدمون إنترنت2 من خلال المؤسسات الأعضاء المتصلين بالعمود الفقري العالي الأداء المعروف بـأبيلين Abilene الذي تستخدمه إنترنت2، والذي يوفر قدرات لا توفرها الإنترنت العادية اليوم"، وباستخدامها يقوم بعض الموسيقيين المعروفين عالميا بتقديم دروس حية لطلابهم على بعد مسافات طويلة باستخدام اتصال فيديوي بشاشات كبيرة لا تعاني من مشكلات في الجودة أو في تزامن الصوت والصورة. كما يقوم طلاب الطب بالتدريب على إجراء عمليات جراحية على نماذج تشريحية افتراضية بينما يشرف عليهم أخصائيون على بعد مئات الأميال. وعبرها يستطيع علماء الفلك أن يستخدموا التلسكوبات الضخمة البعيدة المنال بالنسبة لهم وبعض تلك الموجودة في القارات الأخرى. ويستطيع علماء الأرصاد الجوية الحصول على بيانات وصور آنية من نقاط مختلفة من العالم. ويستطيع المستخدمون الوصول إلى مكتبات رقمية تشتمل على كم هائل من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. ويستطيع العلماء والطلاب العمل في مختبرات افتراضية ذات بيئات موزعة متجانسة لحل المشكلات. ويستطيع الطلاب المشاركة في استكشافات آنية تحت مياه المحيطات باستخدام اتصال فيديوي يشابه في جودته جودة أفلام "الدي في دي".
ولعل من أكثر التطبيقات طموحاً والتي ما زالت قيد التطوير هي تقنية "الانغماس عن بعد" tele-immersion، التي تسمح للأشخاص أن يلتقوا عبر المسافات فيتهيأ لهم أنهم معا في نفس الغرفة، وذلك بوجودهم في البيئات ثلاثية الأبعاد تحتوي على عدد كبير من كاميرات الفيديو الرقمية. ولهذه التقنية تطبيقات مذهلة في التعليم والثقافة والفنون والتصنيع والألعاب.
لكن كل ذلك مقتصر حالياً على الطلاب والعلماء والباحثين في الجامعات الـ207 الأعضاء، فمتى ستصل هذه السرعات الهائلة والقدرات المتميزة إلى البيوت والأعمال؟ تجيب كالينز قائلة: "يقدر لها أن تنطلق خلال الـ5 إلى 10 سنوات قادمة، لكن كما هو الحال في معظم الأوساط التجارية فإن الأمر منقاد بفعل الطلب
abderaoufa- عدد الرسائل : 20
العمل/الترفيه : أستاذ
المزاج : مبتسم
تاريخ التسجيل : 12/03/2008
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى